رحالة يمني يقطع 750 كيلومترًا على ظهر جمل في رحلة "عام الإبل".

بقلم: قاسم العمري.
تُعد ظاهرة الثأر من أخطر الظواهر الاجتماعية التي عانت منها المجتمعات البشرية عبر التاريخ. وهي ممارسة قديمة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بغياب سيادة الدولة وضعف مؤسساتها،.وتُعزز من قبل بعض العادات والتقاليد البالية مما يخلق بيئة خصبة لنشوء الصراعات الدموية بين القبائل والعائلات..
في بعض المجتمعات، لا يزال مفهوم الثأر سائدًا، باعتباره واجبًا أخلاقيًّا ووسيلةً للحفاظ على الكرامة. يُبنى هذا المفهوم على عادات وتقاليد قديمة، غالباً ما تكون متأثرة بالجهل وقلة الوعي..
نشهد حالياً في منطقة (الحد) بيافع حربًا قبليةً داميةً بين قبيلتين ناتجة عن خلافٍ قديمٍ لم يتمّ حله بطرق سلمية. تُعد هذه الحربُ نموذجاً صارخاً لآفة الثأر، حيثُ تُزهق فيها الأرواحُ البريئة، وتُهدم بيوت الآمنين، وتُمزق النسيج الاجتماعي..
تُشكل ظاهرة الثأر خطراً كبيراً على استقرار المجتمعات وتطورها. فهي تُعيق التنمية وتُخلق بيئة من الخوف والترهيب. كما تُعيق جهود نشر ثقافة التسامح والسلام ، وتُخالف تعاليمَ الشرائع السماوية ونهج نبينا الكريم..
إنّ محاربة ظاهرة الثأر مسؤولية الجميع، بدءا من أفراد المجتمع ، مرورًا بالشيوخ والأعيان ، وصولًا إلى الدولة ومؤسساتها. يجب التكاتف لنشرِ الوعي بخطورة هذه الظاهرة، وتعزيز ثقافة الحوار والصلح..
يقع على عاتق الدولة دور حاسم في محاربة الثأر. يجب عليها فرض سيادة القانون ونشر ثقافة العدل والمساواة. كما يجب عليها دعم مبادرات الصلح والمصالحة بين القبائل والعائلات..
إنّ القضاء على ظاهرةِ الثأر يتطلب جهداً مُضنياً وتعاوناً من جميع أفراد المجتمع. يجب علينا التخلي عن العادات والتقاليد الباليه التي تُعيق تطورنا وتُهدد مستقبلنا، والالتزام بِتعاليم الشرائع السماوية ونهج نبينا الكريم..
تعليقات
إرسال تعليق